أصدرت دائرة الإعلام والثقافة بحكومة الشارقة دولة الإمارات، مجموعة قصصية للأطفال بعنوان "مسرور والذئاب" للكاتبة المغربية غزلان العيادي، رسوم هدى عبد المنصف. تضم هذه المجموعة سبع قصص موجَّهة للأطفال ما بين ثماني واثنتا عشرة سنة. وتتطرق لمواضيع متنوعة قٌدِّمت في قالب حكائي شيق،ولغة سلسة وسهلة، وفضاءات متنوعة: الغابة، والمنزل، والقبيلة، والحديقة، والبحر، والمزرعة، ويغلب عليها الطابع العجيب، حيث تمزج بين عوالم خيالية غريبة وبين الواقع المألوف عند الطفل.
امتازت بعض قصص المجموعة بمقدمات تساؤلية تحفز مخيلة الطفل وتدفعه للتفكير حول ما ستؤول إليه الأحداث، وهذا ما نجده في قصتي "مسرور والذئاب" و"أصدقاء من غابة الصنوبر". كما وظفت الكاتبة تقنية الاسترجاع والاستباق بشكل سلس لا يشوش على القارئ الطفل الذي ليس له إدراك نظري حول تقنيات التلاعب بالزمن.
واعتمدت بعض القصص تقنية التضمين والتناوب، حيث يحصل سرد قصتين في آن واحد بالتناوب، ورغم أن هذا النوع من السرد قد يؤدي إلى عدم القدرة على المتابعة والربط بين الأحداث من طرف الطفل/القارئ، إلا أن الكاتبة وُفقت بشكل كبير في توظيف هذه التقنية بشكل ميسر ومشوق في قصتي "حكاية جدي" و"فرفور المغرور".
وفي قصة "الصياد واللؤلؤة العجيبة"يتداخل فضاءان اثنان هما عرض البحر والشاطئ بشكل متزامن؛ حيث يتم سرد ما يقع في أحدهما ثم يتم إيقافه للانتقال إلى سرد أحداث الفضاء الآخر، وهذا ما ينمي عنصر الإثارة والتشويق داخل القصة.
أما قصتا "فوفو والثعالب" و"اتق شر من أحسنت إليه" فيغلب عليهما التسلسل الزمني التصاعدي، مع استخدام بعض المقاطع الشعرية لإضفاء جمالية إيقاعية على المجموعة. وإلى جانب التداخلات الزمنية والمكانية اعتُمدت تقنية الأنسنة بشكل مكثف؛ فالحيوانات تتخذ طِباعا إنسانية، وتتصف بصفات بشرية، وتقوم ببعض عادات الناس مثل تبادل عبارات التعازي في قصة "مسرور والذئاب" التي يغلب عليها الطابع الفكاهي الساخر .
وإجمالا تمتاز هذه المجموعة بالجدة والتنوع، سواءً على مستوى الموضوعات والشخصيات، أو على مستوى التقنيات السردية الموظفة .